ابراهيم عبدالعزيز سعودي يكتب
عصبة فاسدة وعصبة حاقدة وأخرى تعميها الكراهية
لا تدهشني كثيرا هذه الهجمة الشرسة الظالمة التي يمارسها فريق ممن أسميهم العصبة الفاسدة التي تنتمي بشبكة مصالحها مترامية الاطراف إلى المرشح الخاسر وعهده ومعهم اتباعه واتباعهم ، فقد كانوا يربحون أموالا طائلة بطرق غير مشروعة ، وهؤلاء قضى نجاح رجائي عطية على كل مكاسبهم وأصبحوا مهددين بحساب قادم لا فكاك منه عما قريب ، وبالتالى لديهم كل باعث حقيقى على العمل ضده والهجوم عليه بالشائعات والأكاذيب وتعظيم صغائر الأمور لأنهم تعودوا على دخل مرتفع من خزائن النقابة أو من الأبواب والسراديب التي فتحتها أكاذيب التنقية فأصبح عليهم أن يعيشوا على دخلهم كمحامين فقط وهم ليسوا بمحامين .
ولا يدهشني أيضا أن ينضم الى العصبة الفاسدة فريق أسميهم العصبة الحاقدة ممن يعتبرون نجاح رجائي عطية هزيمة لهم ويشعرون بأنهم انكسروا أمام المحامين لأنهم كانوا يرون عاشور فوق الهزيمة وفوق القانون وفوق الدولة وأجهزتها وفوق ارادة المحامين ، وطالما حاولوا احباط كل راغب في التغيير وساعي اليه والسخرية منه ، هؤلاء فقدوا الوهم الذي كانوا يعيشونه أمام عموم المحامين من أنهم وحدهم من يحتكرون الرأي والفهم والعلم ببواطن الأمور قتحولت السخرية اليهم ، وبالتالى فهم يهاجمون من أسفرت عنه ارادة المحامين ويتمنون فشله كأنما يعاقبونهم على قيامهم بالتصويت لنقيب على خلاف ما زعمت وروجت هذه العصبة .
على أن ما تشهده مواقع التواصل الاجتماعي الآن من أكاذيب وتطاول وشائعات وهجوم على شخص النقيب الراغب في الاصلاح والقادر عليه لا يرجع فقط إلى الفريقين السابقين فثمة فريق ثالث هم الحالمين والطامحين الذين كانوا يتطلعون الى منصب نقيب المحامين هم واتباعهم ومريديهم ، وهؤلاء قاوموا ابتداءًا كل الجهود التي بذلها قادة مجموعة الاصلاح النقابي والتي كانت ترمي الى وحدة الصف خلف مرشح واحد غير الذي يريدون ، وتجذرت في صدورهم كراهية عميقة للمجموعة التي أطلقت فكرة قائمة الاصلاح النقابي سيما وأنها حازت ثقة عموم المحامين وباركت خطواتها ومنهجها الى التغيير الغلبة الغالبة من أعضاء الجمعية العمومية رغم الهجوم الضاري عليها من هذا الفريق ، وحينما أسفرت الجهود عن وحدة الصف خلف مرشح اتفق عليه قادة مجموعة الاصلاح النقابي وتلقته جموع المحامين بالترحاب الشديد لما لا يختلف عليه أحد من تاريخ مهني يعرفه القاصي والداني ، ومن ضمير يقظ تشهد عليه حياته وافكاره واعماله ظاهرها وباطنها ، ومن قوة وصلابه وعزم لا يلين في الدفاع عن الحق ، وبما يجعله جديرا بحمل الأمانة في هذه المرحلة الصعبة ، فكانت الصدمة الكبيرة للحالمين بالمنصب والطامعين فيه والساعين اليه واتباعهم فهاجموا مجموعة الاصلاح وهاجموا اختيارها بكل قسوة ، وأصبح هؤلاء مدفوعون بعامل نفسي جعلهم يكرهون مجموعة الاصلاح حتى أعمتهم الكراهية فأنزلوها على من اختارته ، ليحملوا النقيب الجديد ما لا ذنب له فيه ويصبح افشاله بكل السبل والهجوم الضاري عليه هو السبيل الوحيد لتعود لهم أحلامهم وطموحاتهم وأطماعهم بأقصى سرعة .
وهكذا أضحى أطراف المؤامرة التي يتم تنفيذها هم عصبة فاسدة وعصبة حاقدة وأخرى تعميها الكراهية وهم الذين تلاقوا بغير اتفاق على السير معا خطوة خطوة حتى تنزلق نقابة المحامين الى الفشل تمهيدا لشىء ما يريد كل فريق منهم تنفيذه ويسعى اليه ، فمنهم من يحلم بعودة عهد الفساد ومنهم من يحلم بمنع أو وقف الحساب ومنهم من يحلم ويعمل ويخطط لعودة الحلم الذي ضاع أو ابتعد قليلا .
وهذه المؤامرة يشترك فيها عن غير قصد فريق رابع يحب نقابة المحامين ويسعى الى اصلاحها ويستخدم حقه في النقد وفي ابداء الرأي وفي الاختلاف مع النقيب المنتخب ، غير أنه يقع بغير قصد في مغبة الانسياق خلف المؤامرة بتعظيم صغائر الأمور وتصغير عظائم الأمور بغير علم واحاطة ببواطن وحقيقة الأشياء ؛ كأكاذيب أن نقابة المحامين ستنهار التزام النقيب الجديد بتطبيق القانون الذي صاغه سامح عاشور قبل رحيله غير المتوقع بشهور قليلة وأجاز فيه للحاصلين على حملة التعليم المفتوح المسبوق بالثانوية العامة بالقيد ، وهم بالمناسبة بضع عشرات لا تأثير لهم على جداول نقابة المحامين ؛ أو الصراخ والندب بسبب حالة واحدة ووحيدة من التعليم المفتوح أجازها النقيب الحالي للقيد في النقابة ، وفق ـ ما رآه بالقانون ـ حق لصاحبها بسبب حصوله قبل ليسانس الحقوق على درجة بكالوريوس التجارة انتظام من الجامعة ، علما بأن هؤلاء لم تستوقفهم يوماً مئات الحالات أجازها النقيب السابق بدرجة دبلوم التجارة من بينهم محامون وظفهم بالشئون القانونية لنقابة المحامين وآخرين أقارب وأصهار لأعضاء مجالس سابقة وحالية وآخريت تسللوا بالفساد والتربح وجميعها امور محل تحقيق .
و رغم الكراهية وعمق المؤامرة وتقاطع المصالح لا زلت أثق أن الكلمة العليا ستكون للجمعية العمومية الحقيقية التى طالما احتضنت فكرة الاصلاح والتغيير وقاتلت عليها أمام الصناديق حتى حمت ارادتها في اختيار نقيبها الذي تتطلع معه الى مقاومة الفساد ، وهي مطالبة الآن بأداء مهمة وطنية جليلة .. أن تحمي اختيارها وتقف معه في معركته مع الفساد الذي كشفت الأيام المعدودة السابقة بالدليل وبكل وضوح مدى تجذره وعمقه الضارب في جنبات نقابة المحامين وقد اقتربت ساعة الحسم معه والحساب عنه ، وباتت وشيكة بغير ادنى شك .
نقابة المحامين الآن في مفترق طرق … طريق الاصلاح أو طريق الفساد وعلى كل منا أن يتحمل أمام الله وأمام ضميره واولاده والأجيال القادمة تبعات اختياره في أي الطريقين يسير .
للتواصل مع الكاتب عبر حسابه على فيس بوك
وعبر صفحته الشخصية على فيس بوك
و عبر حسابه على تويتر
Tagged ابراهيم سعودى, ابراهيم سعودي المحامي بالنقض, الأستاذ رجائي عطية, الانتخابات, التنقية, الحقوق, المحاماة اولا, المحامين, المفكر رجائى عطية, النقابة العامة للمحامين, الوقائع المصرية, تنقية الجداول, سامح عاشور, عصبة, فساد, محكمة, نجاح, نقابة المحامين, نقابة محامين مصر, هجوم, هزيمة