قال لك: 1- ثورة 25 يناير مؤامرة. 2- البرادعى عميل. 3- حسام عيسى وزياد بهاء الدين طابور خامس. 4- مبارك وطنطاوى كويسين.
بالمناسبة، أنا لست ضد أن مرسى جاسوس، ولولا أن قضية التخابُر أمام القضاء الآن لحكمت فيها بصحة الاتهام، حيث إن الذى قام به مرسى فى ظرف عام ضد البلاد لا يضعه إلا فى مصافّ نوعين من الناس: إما جاسوس، وإما مختلّ خللًا عقليًّا كاملًا.
السؤال هنا الذى سألته بالأمس، بما إن مرسى جاسوس، لماذا قبل طنطاوى «الراجل الكويس» أن يترشح؟ ولماذا لم يُظهِر عبد الفتاح السيسى رئيس المخابرات آنذاك الأدلة الدامغة ضدَّه لمنعه من الترشُّح؟ ولماذا لم تستخدم المخابرات والجهات السيادية كامل طاقتها وقوتها لفضح ذلك الجاسوس، إن لم يكن لمنعه من الترشح، فعلى الأقل لمنع الناس من انتخابه؟ ليه ليه ليه؟ هاه؟ هاه؟ هاه؟
طيِّب فلنقُل إنهم أخطؤوا الحساب، أو جانَبَهم الصواب.
ولنقُل إن السيسى حين تَمكَّن من عزل مرسى بناء على مطلب الشعب لم يتأخر أو يماطل، وهذه حقيقة. إذن، فلماذا كرَّر السيسى ذات الخطأ واستعان بالبرادعى العميل؟
البرادعى هذا كان عميلا بالنسبة إلى النظام، ورجلًا وطنيًّا بالنسبة إلى الإخوان، إبان فترة حكم مبارك، ثم عاد ليصبح عميلا بعد الثورة وإبان حكم الإخوان بالنسبة إلى الإخوان والإسلاميين، وزاد على كونه عميلًا أنه أصبح كافرا، ثم عاد وأصبح رجلًا وطنيًّا بالنسبة إلى الفلول عقب ظهوره بجوار السيسى يوم 3 يوليو، وعميلا وكافرا بالنسبة إلى الإخوان، ثم أصبح الآن بالنسبة إلى الإخوان رجلًا محترمًا، بينما يصنفه الفلول بأنه عميل لأنه اعترض على طريقة فض اعتصام رابعة، وترك البلاد. والحقيقة أننى غضبت من البرادعى لأنه ذهب دون أن يقول كلمة واحدة لمن صدقوه على مدى أربع سنوات واتُّهِمُوا معه بالعمالة والكفر. لكنه من المؤكَّد ليس عميلًا… بدليل أن حسام عيسى وزياد بهاء الدين يُتَّهَمان بأنهما طابور خامس، على الرغم من أنهما بقيا فى الحكومة بعد الفض، ولكنهما لا يستسيغان أكل لحوم البشر وشرب الدماء الذى يقوم بعض القوى بالحض عليه، ويتهم من لا يرى حكمة فى الحل الأمنى بأن يده مرتعشة. طيب دلوقت يعنى اللى يمشى ويسيبهالكو مخضَّرة يبقى عميل… اللى يقعد ويقترح اقتراحات مغايرة يبقى طابور خامس.. الناس تقعد ولا تمشى؟ كل هذا، بس السيسى حلو.
السيسى حلو إزاى بقى وهو من استعان بالبرادعى وزياد بهاء وحسام عيسى؟ وكيف تجزمون بعمالة المذكورين، وتنزِّهون السيسى؟ يعنى أنتم تعرفون عنهم ما لا يعلمه السيسى وزير الدفاع ورئيس المخابرات السابق، أم أنه يعرف عنهم ما تعرفونه ومطنِّش، أم أنه «خايف» مثل طنطاوى، أم إنكم مجموعة من المرضى وأصحاب الفتاوى التى لا تستند إلى دليل أو بيِّنة؟
بالمناسبة، كل ما كان يُعاب على جماعة الإخوان المسلمين، يقترفه إعلام الفلول الذى سيطر على المشهد الآن، حتى أسلوب الكلام، ثقل الظل، وغلاظة الحس، وتدنِّى الذوق الفنى، حتى إن العقلية التى تنتج عبارة مثل «مافيش حاجة اسمها فلول.. ده تعبير اخترعه الإخوان» هى ذاتها التى تنتج عبارة «أنا مش إخوان بس باحترمهم».
وكما أن الإخوان ركبوا على ثورة 25 يناير وسرقوها، فإن الفلول هجموا على موجة 30 يونيو وسرقوها عيانا بيانا. وللتذكير، فإن حركة «تمرد»، التى حددت يوم 30 يونيو، أسسها أربعة من الثوار الذين ينتمون إلى الطابور الخامس، والجاسوسية، والعمالة، والطبل والزمر والعلاقات الجنسية الكاملة، والجبنة النستو يا معفنين. فلماذا حين خرج الثوار فى 25 كانوا يتآمرون، وحين خرجوا فى 30 يونيو لم تكُن مؤامرة؟ السؤال لأحمد موسى هنا… أما السؤال للإخوان بعد تبيان ما تَبيَّن فهو: لماذا حين خرج الثوار، وأحجمت الجماعة عن الخروج، يوم 25 يناير كانت ثورة، وحين خرجوا يوم 30 يونيو، كانت مؤامرة؟ والمضحك أن الإخوان يقولون إن المخابرات المصرية هى التى صنعت يوم 30 يونيو، طيب لماذا إذن تستبعدون ادعاءات الفلول بأن المخابرات الأمريكية هى التى صنعت 25 يناير؟ وإذا كانت المخابرات المصرية بهذه الفلاحة، فلماذا فشلت فى وقف 25 يناير؟ والسؤال معكوسًا موجه إلى الفلول: إذا كانت المخابرات الأمريكية بهذه الفلاحة، فلماذا فشلت فى وقف 30 يونيو؟
بقيت أسئلة للطرفين اللذين يصنفان المؤامرة حسب مصالحهم: هو التسليح من أمريكا مش مؤامرة ولا إيه؟ هى شروط «كامب ديفيد» التى يتمسك بها كل من يحكم مصر مش مؤامرة ولا إيه؟ هو التمسُّك بالمعونة الأمريكية والتسوُّل من دُوَل خلق الله، مش مؤامرة ولا إيه؟
فوقيهم مؤامرة وتحتيهم مؤامرة ويقولوا إف ريحة مؤامرة.