مجموعة سعودي القانونية

محمد-فتحي

 

مبدئياً وبالصلاة على النبى لنتفق على بعض النقاط:

1 – مبروك على إنجاز الدستور.. خطوة مهمة فى المسار الصحيح، والأهم هو انتخاب مجلس شعب يسن القوانين المحترمة التى تليق بهذا الوطن..

هذا دستور لم يُعدّ فى أنصاص الليالى حتى يتم تمريره، ولم تستأثر به فئة دون غيرها، أو يسمع مقترحات الجميع قبل أن يلقى بها لأقرب صفيحة قمامة.

أتفهم والله اعتراضات البعض بناءً على «مبدأ» يجب احترامه، أو بناءً على «غلاسة» ينبغى تجاهلها تماماً، وهو ما يجرنا إلى النقطة التالية.

2 – ليس كل من سيقول «لا» لهذا الدستور من «الإخوان»، ولذلك، أرجو ألا نبدأ من الآن فى الحملة المسعورة إياها التى ستنال من وطنية شخصيات قد تقول «لا» لاقتناعها بأن الدستور كان يمكن أن يصدر بشكل أفضل. اكبروا الله يكرمكم، ولتكن الكلمة -كالمعتاد- للناس، ولتحشد يا من تريد «لا» لمبدأ لقول «لا» فى الصندوق، أو قاطع، أما من سيقول «لا» لمجرد «الغلاسة» و«التعطيل»، فأنصحه بأن يفعل ذلك أيضاً فى الصندوق، فلربما كانت النتيجة متقاربة لدرجة تجعلك تبغبغ على حق، بأن الدستور مختلف عليه، بدلاً من أن تدعو من الآن دعوات إلى عدم إقامة الاستفتاء بأى طريقة، وهو ما سيُثبت فشلك من جديد، فكن ذكياً أرجوك، وكفاك غباءً لأنك ستلبس أى ليلة، أو أكمل ولا كأنك قرأت أى شىء.

3 – الاعتراض على مادة أو اثنتين أو ثلاث، لا ينفى أن الدستور هذه المرة أفضل بكثير من دستور 2012 المعطل، والتحدى الحقيقى الآن هو ضمان ألا يعطل هذا الدستور، فلربما قامت ثورة (!!!!!)، فهل هذا يعنى وقتها تعطيل الدستور، وتشكيل لجنة لإعداد دستور جديد (؟؟؟؟؟).

4 – مافيش 4.. فيه الكلام الذى أعتقد أننا يجب أن نفكر فيه جميعاً والذى هو كالتالى:

شوف يا سيدى..

هذا الدستور خطوة فيما يسمى بخارطة المستقبل..

وأيام الإخوان كانوا يقولون لبعض القوى الثورية أيام شهر العسل عند أى «قلق» بسبب أحداث، أو مشكلات: «دعونا نقف صفاً واحداً حتى لا نطيل الفترة الانتقالية».

كانوا «أوعى» مننا بمراحل من أجل «التمكين» والسيطرة على البرلمان باعتبارهم القوى الوحيدة المنظمة والمستعدة لهذه اللحظة.

شرب البعض المقلب، ورفض آخرون الوقوع فيه..

وكان يمكن أن تمر الأمور بسلام، لولا أن الغباء هو الذى كان يحكم، وهكذا ضاع كل شىء، ودخلنا فى دوائر الفوضى التى نعيشها الآن، دافعين ثمن فشل اختياراتنا، وفشل إدارتهم.

هذه المرة أنت أمام نفس الخيار..

لكن الفرق أن هناك من لا يريد أن نكمل الحدوتة لتنتهى نهاية شبه سعيدة..

هناك من سيبدأ من الآن الحرب بضراوة.. وهو ما ينبغى التنبُّه إليه، مع عدم المبالغة فى رد الفعل حتى لا يطال العاطل على الباطل، كما نقول فى أمثالنا الشعبية.

وحتى يحدث ذلك: عليك من الآن أن تبدأ حملتك فى «توعية» الناس بالدستور ومواده، وعلى الإعلام أن يمارس دوره «التنويرى» وليس «التعبوى».

بمعنى: أن يعرض على الناس الدستور، ويتركهم لاختيارهم، ولا يجلس ليل نهار للتأثير عليهم ودفعهم إلى قبوله «عميانى»، بدعوى أن ذلك سيكون انتصاراً للثورة!!

ما الفرق بيننا إذن وبين من قال إن «نعم» تعنى الجنة ولا تعنى النار، إذا كنا نكرر نفس المبدأ مع تغيير المسميات ليصبح من يقول «نعم» مع الثورة ومن يقول «لا» ضدها؟؟!

المطلوب الآن يا سادة هو إدارة المرحلة بأكبر قدر من الوعى، وليس الصدام الذى سيدفع خصمك لكسب أرضية أكبر، على خلفية تعاطف يسعى هو لزيادته بفشلك فى التعامل معه.

المطلوب الآن يا سادة هو حملات محترمة تعرّف الناس بالدستور، ومناظرات محترمة بين المؤيدين والمعارضين له، مع إدراك الجميع أن هناك أصحاب مبادئ ما زالوا يحلمون بوطن مثالى مافيهوش غلطة.

وهؤلاء يجب أن نحترمهم ونحتويهم ونناقشهم فى «فن الممكن»، بدلاً من الصدام معهم.

أما هؤلاء الذين سيبدأون الحرب حتى لا نصل إلى الاستفتاء بكل ما أوتوا من قوة، فهؤلاء يجب مواجهتهم بالقانون.. وتوعية الناس..

جربوا الوعى.. ساعات بينفع، لكن المهم أن تحترموا الناس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *