مجرم محترف في سرقة السيارات يتنقل بين الولايات بـ48 هوية مزورة
«احذروا أكياس القمامة الموضوعة على أبواب منازلكم».. هكذا حذّر إطارات الشرطة القضائية التابعة لأمن ولاية الجزائر المواطنين عبر كامل القطر الوطني، داعين إياهم إلى أخذ الحيطة والحذر عند مغادرة منازلهم التي أصبحت محل ترصد ومراقبة من طرف المجرمين، الذين أضحوا ينتهجون أساليب «جهنمية» وتقنيات جد متطورة لاقتحام المنازل وسرقتها جهارا نهارا. كشف رئيس فصيلة الشرطة القضائية للمقاطعة الإدارية لسيدي امحمد، محافظ الشرطة سيد علي مسرور، أن مصالحه تمكنت شهر نوفمبر المنقضي من معالجة أخطر وأكبر القضايا المتعلقة بالسرقة والنصب والاحتيال، من بينها قضية سرقة مجموعة هائلة من الشقق في العاصمة، بطلها شاب بطال مسبوق قضائيا يبلغ من العمر 29 سنة وينحدر من ولاية البليدة، الذي «أبدع» في عمليات السرقة من خلال انتهاجه أسلوبا جديدا لم يسبق إليه نظير. وأكد محافظ الشرطة أن المجرم الذي أودع رهن الحبس بالمؤسسة العقابية في سركاجي، كان يقوم بترصد ضحاياه ويتبع تحركاتهم وأوقات خروجهم وعودتهم إلى المنازل، وبعد ذلك يقوم بتعليق كيس قمامة على مقبض باب الشقة بعد مغادرة مالكها، ويغادر المكان ليعود إلى مسرح الجريمة في اليوم الموالي، وفي حال لم يعثر على الكيس فذلك دلالة على أن الضحية عاد إلى منزله وقام برمي القمامات، وفي حال بقاء الكيس معلقا يتأكد المجرم من أن فريسته لم ترجع إلى منزلها، ليقوم كمرحلة ثانية بتحطيم قفل الباب بطريقة احترافية، إذ يعكف المتهم على وضع منشفة خشنة على القفل، بعدها يقوم بتحطيمه من دون إحداث أصوات، ليتسلل فيما بعد إلى داخل الشقة بحثا عن الأموال والمجوهرات. إلى ذلك، أفاد محافظ الشرطة مسرور أن التحريات التي قادتها مصالحه، أفضت إلى اكتشاف أن المتهم كان ذكيا من خلال اختياره للعمارات التي تحمل في واجهتها لافتات لعيادات ومكاتب محاماة وموثقين وغيرها، حتى لا يلفت أنظار السكان ويتجنب أسئلتهم، على أساس أنه قصد أحد المكاتب الكائنة بذات العمارة .
بطال بـ48 هوية مزورة والشرطة تصدر نشرية وطنية لفائدة ضحاياه
القول بانتحال شخص لهوية مزورة لتضليل السلطات الأمنية والقضائية أمر منطقي وواقع معاش، لكن أن ينتحل 48 هوية «مزيفة» في كل ولاية يتنقل اليها فذلك أمر قد لا يصدق، غير أن القضية التي عالجتها مصالح أمن ولاية الجزائر أكدت أن المجرمين يطورون في كل مرة أسالبيهم الاحتيالية والتدليسية، بالشكل الذي يجعل المحققين يسخّرون كل الإمكانيات المادية والبشرية للإطاحة بهم، حيث أكد رئيس فصيلة الشرطة القضائية لسيدي امحمد أن المجرم في قضية الحال محترف إلى أبعد الحدود، حيث أنه تمكن من الإفلات من قبضة مصالح الأمن بهويات مزورة، تنقل بفضلها عبر كامل ربوع الجمهورية لسرقة المركبات والنصب على ضحاياه. ففي سرده لوقائع القضية، أوضح المتحدث أن الخطير والمثير في القضية، هو أن المتهم عقد قرانه بهوية مزورة وأنجب أبناء يحملون اليوم لقبا «مزيفا» لوالدهم، وهو ما دفع بزوجته إلى رفع قضية على مستوى محكمة سيدي امحمد لتصحيح الإسم مباشرة بعد الاطاحة به، مشيرا إلى أنه بتاريخ 24 من الشهر المنصرم في حدود الثامنة ليلا، أوقفت عناصر الشرطة مركبة من نوع «بيجو 405» كان على متنها شاب مبحوث عنه، تبين أنه كان يقود من دون رخصة سياقة، وبعد دراسة حالته والتأكد من لوحة ترقيم المركبة، اتضح أنها كانت محل سرقة وأن صاحبها أودع شكوى لدى أمن تبسة، وعليه تم مباشرة التحريات التي أفضت إلى توقيف المتهم الرئيسي البالغ من العمر 34 سنة، الذي كشفت بخصوصه التحريات أنه لم يستعمل يوما هويته الأصلية، بل كان في كل مرة يقوم بانتحال صفات لأشخاص آخرين أغلبهم من الضحايا، وهي العملية التي مكنته من سرقة أكثر من 10 مركبات وأزيد من 134 مليون سنتيم. من جهة أخرى، أكد محافظ الشرطة أنه تم إصدار نشرية أرسلت إلى مختلف المراكز الأمنية عبر كامل التراب الوطني، للتحذير من المتهم والذي أطيح به للكشف عن القضايا المتابع فيها.