■ من سخرية القدر أن صديقنا الإخوانى لو وقف فى مكان (فاضى) و(واسع) ونده بعلو صوته: مووورسيييى، فإن صدى الصوت سيرد عليه: سى سى.. سى سى.
■ الأحداث كثيرة، والمساحة قليلة، والمقال يجب أن أكتبه معلقاً على ما حدث لكى لا يخرج أحدهم فى يوم ما معتبراً عدم تعليقى على شىء خيانة، أو يزايد أى عابر سبيل على ما أكتب، والحل دائماً هو أن أركز فيما يُرضى ضميرى، وليس ما يُرضى القارئ، وأن أكتب ما أفخر به حين أقف بين يدى الله عز وجل وليس بين يدى إنسان أو مظاهرة.
المساحة بسيطة، والمقدمة التهمت جزءاً منها لكن الحكم على «دومة وماهر وعادل» متعسف جداً، وأعجبنى تعبير عمرو أديب حين قال إنه (طلقة بائنة) لثورة 25 يناير.
آه والله هم ليسوا فوق القانون، لكن هل طبّق عليهم القانون فعلاً؟ سؤال سنعرفه بعد خروجهم قريباً، أما الثلاثى نفسه فيجب أن يفكروا جيداً ما الذى فعلوه ليحظوا بكل هذا «الكره» من ناس ليس دقيقاً وصفهم جميعاً بالفلول أو عبيد البيادة، وكيف خسروا رصيداً قديماً، فى حين يظل موقف «6 أبريل» عجيباً، إذ يبدو أن قرارهم بالانضمام إلى الإخوان فى تظاهرات 25 يناير عقاب للدولة على حكمها، ويبدو الأمر شخصياً متعلقاً بشخص «ماهر وعادل»، وليس بمبدأ يمكن احترامهما عليه.
الأغلبية العظمى من الناس اليوم يكرهون 25 يناير، والقابض عليها كالقابض على الجمر، وأخطاؤها تتكرر مع 30 يونيو، وسيكره الناس 30 يونيو قريباً، وقد يكرهون السيسى نفسه حين يشعرون أن لا شىء قد تغير، وأن إنجاز 25 يناير الوحيد هو إبعاد مبارك بمعاونة الجيش، وإنجاز 30 يونيو الوحيد هو إبعاد الإخوان بمعاونة السيسى، ثم لا شىء تغير، لا بالنسبة للدولة التى يتجه اقتصادها للانهيار، ولا بالنسبة للمواطن البسيط الطرف الأصيل الذى لا يتغير فى كل المعادلات، والذى يحاسب دائماً على مشاريب النخب النائمة، لعن الله من أيقظها.
المواطن المصرى البسيط الآن مثل الشهيد بإذن الله باسم محسن. فقد أصيب فى ثورة يناير، وفقد عينه فى أحداث محمد محمود، وحُوكم عسكرياً فى عهد مرسى، ثم قُتل برصاصة فى الرأس قبل أيام وبعد ثورة 30 يونيو المباركة.. رحمة الله عليه.. وعلينا.
■ يادى السطر الذى جاء لنا بالكلام والشتيمة.
كتبت قبل يومين، وقبل لقاء مع الرئيس، أنه مستشار جليل ورجل مهذب وكذا وكذا وكذا، ثم كتبت نصاً: «وهناك من يرونه -وتلك حقيقة فليسامحنى عليها- عدلى طرطور، الرجل الذى لا يستطيع أن يذهب إلى دورة المياه دون إذن السيسى».
– مذكرة تفسيرية: جملة (تلك حقيقة فليسامحنى عليها) فى العبارة السابقة، تعود إلى أن هناك من يرونه كذلك، وليس إلى أننى أرى هذا حقيقة، فالحقيقة التى أرجو أن يسامحنى عليها أن هناك من يرونه كذلك. يعنى هذا ما يقولونه حقيقة وليس ما أقوله أنا، لأن هذا ليس أسلوبى فى انتقاد أى شخص، فلم أقل مثلاً على الإخوان إنهم خرفان، ولم أقل على غيرهم عبيد بيادة، ولم أدخل فى حياتى لهذا المستوى من الأوصاف. انتهت المذكرة، ولنعد إلى المقال!!
هاجت الدنيا وماجت من أجل الرجل، على اعتبار أننى من أصفه بذلك، رغم أننى طرحته قبل شهر كرئيس قادم، وكحل مختلف يجب أن ندعمه، لكن الرجل نفسه، كان ودوداً، وفهم المقال جيداً، واللقاء الذى عقده ضمن الحوار المجتمعى كان ناجحاً للغاية، ودار عن نقطتين رئيسيتين، هما: هل تُعقد الانتخابات الرئاسية أولاً أم البرلمانية؟ وما النظام الانتخابى الأفضل؟ وكان رأيى فى الأولى أنه لا قرار فيها بحوار مجتمعى، وإنما باستفتاء يجرى مع الاستفتاء على الدستور، واخترت فى النظام الانتخابى النظام الفردى مع زيادة عدد الدوائر الانتخابية، ولعلكم قرأتم تصريحات الرجل التى قالها لنا فى الحوار المجتمعى حول السيسى -الذى لم يسمه- والذى أكد أنه لم يتخذ قراره بعد بالترشح، وقد يكون قراره مفاجئاً للجميع، كما أكد أنه -كعدلى منصور- لن يترشح للرئاسة أبداً، وأنه فى حيرة من أمره ما إذا كان سيعود للقضاء بعد الرئاسة أم لا، لأنه عمل فى السياسة.
الحضور كانوا شديدى الاحترام والإعزاز للمستشار عدلى منصور، رأوه، وأنا منهم، نموذجاً لرجل الدولة الذى كُلّف بمسئولية لم يسعَ إليها، ويبدو أنه يكره المنصب نفسه، وإن أخلص للمسئولية، لكن ما قاله الرجل كان مهماً حين تحدث عن ملفات منسية بمعنى الكلمة، مثل ملف ذوى الاحتياجات الخاصة، حيث فاجأنا بأن عددهم يزيد على 12 مليوناً، وأن كل العهود لم تهتم بهم، وأنه يولى اهتماماً شخصياً بهذا الملف. تحية لعدلى منصور المحترم الذى جاءت عليه الرئاسة بخسارة.
المصدر جريدة الوطن