محمد فتحى يكتب | المسخرة مستمرة يا عم جلال
كتب عمنا عن حقوق الإنسان: «هى حق المواطن فى ألا يتم إهانته إلا تحت إشراف ضابط»
نصل للإسكندرية، ونرى الزحام الذى يحيط بمسجد القائد إبراهيم وقد وقف محبو جلال عامر فى سلاسل بشرية تحيط بمكان العزاء، وهم يحملون لافتات تحمل مقولات فيلسوف البسطاء وأمير الساخرين جلال عامر. أهتز للمشهد وأتسمر فى مكانى، ويهرول عليهم عمر طاهر، وهو يصافحهم جميعاً ويعزيهم ويبادلونه العزاء، حيث شعر الجميع بأن والدهم مات.
يكتب عم جلال: «ثم تسأل حضرتك البحر بيضحك ليه؟ طبعاً بيضحك علينا».
كيف استطاع الراحل العظيم جلال عامر أن يظل مدفوناً وهو على قيد الحياة لسنوات، إلا لو كان من هؤلاء الذين يؤمنون بأن المبادئ لا تباع ولا تشترى، وأن الموهبة لا تتسول، وأنه سيظل حياً مهما حاول كثيرون أن يهيلوا عليه التراب.
عرفت أمير الساخرين حين كنت أسمع عباراته فى فقرة الأقوال المأثورة التى كان يقدمها عمنا الإعلامى الكبير حمدى قنديل. فيلسوف يكتب وهو مغمض العينين، وبساطة تستفزك حتى تظن أنك قادر على «تقليدها»، ثم يكتشف كثيرون أنهم مهما فعلوا، فجلال عامر هو الأصل، والباقى «فالصو».
كنت قد تخرجت فى الجامعة، ورحت أنظر فى شغف لتجربة جريدة القاهرة التى تصدرها وزارة الثقافة، وكيف يكتب فيها بلال فضل، وأكرم القصاص، وحمدى عبدالرحيم ووائل عبدالفتاح، وكيف يرأس تحريرها صلاح عيسى، ولم أكن من هؤلاء الذين ينظرون لصفحة «بريد القراء» التى حررها عم جلال، واكتفى فيها بعمود صغير بدون صورة يكتب فيه نقوشه على حائط الزمن، لكن حمدى قنديل كان ينتقى العبارة تلو الأخرى لدرجة أنه فى إحدى الحلقات عرض تقريباً ثلاث عبارات لجلال عامر فى فقرة واحدة، وكان الرجل مذهلاً بكل ما تحمله الكلمة من معان.
يكتب عم جلال: «فى الآخرة المنافقون فى الدرك الأسفل من النار، لكنهم فى الدنيا فى الصفحات الأولى من بعض الصحف».
قبلها سمعت أنه كان يكتب فى الأهالى، وأنا من هؤلاء الذين لا يعترفون بوجود صحافة حزبية فى مصر، لا سيما بعد أن أصبحت «جريدة الأهالى» وقتها لا تختلف عن مساكن الأهالى، حتى لتشعر وأنت تقرأها أنك اشتريت الجريدة «محارة» و«حلوق»، ولذلك لم أكن أتابع عم جلال الذى عاد ليطل من جديد صافعاً الجميع بموهبته العابرة للدهشة عبر مقالاته فى جريدة البديل، ثم أخيراً.. أخيراً.. أخيراً التقطه إبراهيم عيسى ليقدمه إلى قراء الدستور فى صفحة كاملة أسبوعياً عرف نفسه فى أول أعدادها بمقال أقل ما يقال عنه أنه من أعظم ما كتب فى الأدب الساخر، إذ يقدم نفسه فيقول: اسمى «جلال»، وفى البيت «المخفى».. وأنا أول مواطن يدخل قسم الشرطة ويخرج حياً.. وأنا المصرى الوحيد الذى كتبت فى إقرار ذمتى المالية أن عندى «حصوة»، فأنا لا أمتلك «سلسلة مطاعم»، بل فقط «سلسلة ظهرى» وسلسلة كتب، وحضرت عشرات المؤتمرات الثقافية تحت شعار «دع مائة مطواة تتفتح» ونجوت منها.. وأعرف أن 90% من جسم الإنسان ماء، لكنه يستطيع أن يفعل الكثير بالعشرة فى المائة الباقية.. عندى بطاقة تموين حمرا خالية من الدهون، لأن البقال كل شهر يسرق الزيت، ولا أصرف معاشاً بسبب عيب خلقى وأخوض معكم حرب الثلاث وجبات.. وأرتدى بيجاما مخططة ولعلها الشىء الوحيد المخطط فى هذا البلد العشوائى، وأى تغيير فى لون البيجاما أبلغ عنه فوراً شرطة المصنفات».
كان عم جلال أستاذاً بحق، ولا أعرف كيف اكتشفناه متأخراً، ولا كيف رضيت مصر أن تدفنه حياً، رغم أنه أحد أبطال حرب أكتوبر، ولا كيف بقى ثابتاً على مبادئه وأفكاره ومحبته للبقاء فى الإسكندرية حتى وفاته، وكان -مع كل ذلك- يأخذ أموالاً قليلة «ثمن بخس دراهم معدودة» فى وقت كان أنصاف وأرباع وأعشار المواهب فى أماكن أخرى يقبضون عشرات الآلاف.
يكتب عم جلال: نحن الشعب الوحيد الذى يستخدم «المخ» فى السندوتشات.
يحكى لى الشاب الجميل على الدين الحكيم ابن الكاتب الكبير سليمان الحكيم عن زمالة والده لجلال عامر فى الجيش، وكيف أحب والده «العسكرى» جلال عامر «الضابط» من أول لقاء، حين قال الضابط للعسكرى: متشكر لحضرتك.
يكتب عم جلال: «بلادى وإن ضاقت علىّ أديها لأخويا الصغير، وما تقولش إيه إدتنا مصر علشان دى كلمة عيب».
ظللت أتعلم من عم جلال، وأقارن بينه وبين عظماء آخرين أمثال محمود السعدنى الذى نال منه المرض اللعين، ومنعنا من إطلالته حتى توفاه الله، وأحمد رجب الذى لا أعرف لماذا كرهته وقتها بعزلته المستفزة وتعاليه على قرائه وبخله فى الكتابة التى كنا ننتظر منها جرعات أكثر عمقاً وتفصيلاً و«حرفنة» أفسدها الاقتراب من السلطة فى فترة من الفترات، حيث كان السقف هو رئيس الوزراء، أما رئيس الجمهورية فيلتقى بشكل دورى سنوى بالكاتب الكبير، والرسام مصطفى حسين كدليل على أنه ديمقراطى يتقبل نقدهما، رغم أن أيهما لم يجرؤ ولو مرة واحدة على نقده، وهكذا صار عم جلال بالنسبة لى هو أمير الساخرين، الشاطر الذى يغزل برجل حمار ولا يبيع مبادئه، والمحارب الصلب الذى يستلهم روح أكتوبر فى مواجهة عوز الحياة، ومع كل ذلك بقى جلال عامر، الكاتب غير معروف للدرجة التى يبدو أنها أرقته هو شخصياً، فكتب: أومن بأن أعظم كاتب فى البلد هو «المأذون»، وأن مصر بخير ولا ينقصها إلا أكلة «جنبرى» على البحر.. وأحفظ برنامج السيد الرئيس فى درجة حرارة الغرفة، وأعرف أن الحياة بدأت بضربة جوية وسوف تنتهى بضربة أمنية، لذلك لا أحب الصراعات، والمرة الوحيدة التى تصارعت، وتدافعت فيها فى الطابور ونجحت فى الحصول على خبز سحبوه منى بحجة أننى أتعاطى منشطات.. أعشق أخلاق زمان عندما كنت طفلاً وأرى صاحب أبى ولو على بعد كيلومتر، فأجرى وأعزم عليه بسيجارة».
قد يكون من الطبيعى إذن أن أطلب رقم هاتفه من أصدقائى فى الدستور، وأضع يدى على قلبى، وأنا أشعر بخفقانه وكأننى أطلب رقم حبيب لا أنتظر منه الرد ولا أعرف ماذا سأقول له، وهكذا طلبته، ولم تستغرق المكالمة سوى دقيقتين، حيث رحب بى، وقلت له إننى أحبه، وأحب أن أقرأ مقالاته، فكان متواضعاً وسعيداً وكأننى أعطيته جائزة، ثم أغلقت معه دون أن أقول له إننى أشرف بزمالته فى نفس الجريدة.
يكتب عم جلال: «كان على المنتحر أن يرمى نفسه تحت العجلات، أما الآن فيكفى جداً أن يركب القطار».
بعدها انتقل عم جلال للعمل بـ«المصرى اليوم»، وكان إبراهيم عيسى متفهماً جداً، وأنا أقول له: خسرناه، فيرد: طب أعمل إيه.. من حقه طبعاً.. شوف إحنا بنديله كام و«المصرى اليوم» هتديله كام، وكانت «المصرى اليوم» وقتها مضرب المثل فى «فلوسها»، وإغرائها للكتاب بالعمل برواتب أفضل، وكان ذلك سبباً فى العديد من الخلافات بين إبراهيم عيسى ومجدى الجلاد وصلاح دياب، لأن الأخيرين فى فترة تعاقدا مع قسم الكاريكاتير بالكامل، رغم أنه لم يكن هناك كاريكاتير أصلاً فى المصرى اليوم (أشرار برضه ما يغركش).
لكن عم جلال لم يمشِ من «الدستور» بسبب الفلوس، ولا كان له مطمع، كما أخبرنى فيما بعد نجله وصديقى الكاتب رامى جلال عامر، بل رحل لأسباب أخرى تماماً.
يكتب عم جلال: «حجم التغيير فى بلادنا ٢ لعيبة وحارس مرمى».
يومياً.. كان عم جلال يغرد من خلال «تخاريف»، وقبل الثورة قابلته بالصدفة فى حفل خاص نظمه ممدوح حمزة لعلاء الأسوانى بعد فوزه بجائزة عالمية، وكان «الأسوانى» كريماً حين دعانى كواحد من أصدقائه الذى يجب أن يكونوا موجودين معه فى هذا اليوم، وفى مزرعة ممدوح حمزة بدهشور، جاء عم جلال متأخراً بعد صلاة الجمعة، وتصافحنا وعرفته بنفسى فابتسم، وقال لى ما أخجلنى، ثم التقطت له صورة تحتفظ بها الآن ابنته ريهام على «البروفايل» الشخصى لها على «فيس بوك».
كانت إطلالات عم جلال التليفزيونية رائعة ومبهجة، ولا أنسى إطلالته ذات مرة مع بلال فضل وعمر طاهر برفقة صديقنا شريف عامر فى «الحياة اليوم»، كما لا أنسى تفرقته بين «الركنة» و«الترييحة»، والتى يقوم بها قطار الساعة الثانية الذى يصل بعد موعده بساعتين على الأقل لأن «القطر كان بيريح فى النص».
ثم تقوم الثورة، ويتجلى جلال عامر من جديد..
يكتب عم جلال: «كنت أحب مصر من ورا مراتى.. وبعد 25 يناير صارحتها بالحقيقة».
ويسخر من الحكام المذعورين من الثورة فيكتب: الحكام العرب اكتشفوا أن بلادهم فيها «بترول» فى الثلاثينات من القرن الماضى، ثم اكتشفوا أن بلادهم فيها «شعوب» الأسبوع الماضى فقط.
بعد الثورة، كان الرجل متفائلاً بشدة، قبل أن يختطف العسكر الثورة، ويمضى بها الإسلاميون بعيداً، وينقسم الناس من جديد؛ ليبكى جلال عامر بكاءه الذى أثار شجون الجميع مؤكداً أن «مصر مش دبيحة».. ، و«مصر هتكسبهم».. قبل أن يردف: «منهم لله»
قبل أسبوعين من وفاته تحدثت إليه هاتفياً، فقال لى ربما للمرة الأولى: إحنا بنحبك أوى يا محمد ومبسوطين منك.. ربنا يبسطك يا عم جلال.. ألن تنزل قريباً للقاهرة، فيقول لى: ما تيجى إنت إسكندرية.. فيه قهوة بقعد عليها نقعد ناخد شاى سوا، وأعده بأن يحدث ذلك قريباً، ولا يمهلنى القدر أن أفى بوعدى.
يخرج عم جلال يوم 10 فبراير مع المسيرات التى تجوب الإسكندرية، ويصافح الجميع الذين يحبونه ويتفاءلون به، لكن تحدث اشتباكات فجأة، ينفعل عم جلال وهو يسقط: «المصريين بيموتوا بعض.. المصريين بيموتوا بعض».. ، ويقع عم جلال. يجرون به للمستشفيات، فلا يجد أى معاملة محترمة من كل المستشفيات بما فيها مستشفى القوات المسلحة فى الإسكندرية. أتصل بهاتفه، فيرد ابنه المسرحى رامى جلال عامر الذى سيصير كاتباً بعد أن يتعلم من والده ألا يكون سوى نفسه، وألا يبيع موهبته أو مبادئه، بين الحين والآخر، يرد «رامى» مرتبكاً: ادعوا له، فى البداية نظن الأمر بسيطاً، لكن «رامى» يؤكد أنه سيدخل إلى عملية جراحية فوراً.. يدخل عم جلال وسط دعوات محبيه..
يتحول «تويتر» إلى تغريدات تدعو لعم جلال..
يكتشف الناس فجأة أن لدينا فيلسوفاً عظيماً يهرولون إلى نبع حكمته عبر مقالاته، ومقولاته على «فيس بوك» و«تويتر» وكتبه التى لم يتقاضَ عنها حقوقه التى تليق بموهبته وعظمته.
فى صباح 12 فبراير أفاجأ بتغريدة من محمد يسرى سلامة ينعى فيها عم جلال.. ياااه يا عم جلال، ألن تستقبلنى حين أذهب للإسكندرية، ألن تعزمنى على كوب الشاى، ألن أحظى بالجلوس معك ثانية، وهل ستحرمنا بعد أن حلمت بـ«عقد اجتماعى جديد» كتبت عنه آخر مقال لك؟!
أتصل برامى غير مصدق، فيؤكد الخبر وسط دموعه. أنقل الخبر مؤكداً هذه المرة، وأنا أغالب دموعى وألمى.
يقول عم جلال: «كل واحد يسأل الآن: (مصر رايحة على فين).. مش تسألوا قبل ما تركبوا».
أسأل رامى عن ترتيبات الجنازة فيقول: لسة مش عارفين.. بس غالباً هتبقى فى القائد إبراهيم.
يقول عم جلال: «البلد دى فيها ناس عايشة كويس.. وناس كويس إنها عايشة».
لم نلحق بالجنازة، لكن ياسر الزيات يسأل عن ترتيبات العزاء، ويتصل عمر طاهر مؤكداً أن نذهب سوياً، ثم يعاجلنى: «طب إحنا مش هنعمله حاجة؟».
يكتب عم جلال: «مجتمع لا يهمه الجائع إلا إذا كان ناخباً، ولا يهمه العارى إلا إذا كان امرأة».
نتحدث مع رامى فى رغبة عدد كبير من محبيه فى إقامة سرادق عزاء له فى القاهرة بحضوره، ونستأذنه فى ذلك، ثم يعلن مجدى الجلاد مع معتز الدمرداش عن عزاء فى الحامدية الشاذلية تقيمه «المصرى اليوم»، لكن أبناء جلال عامر يرفضون ويعتذرون بشياكة وأدب رباهم عليهما جلال عامر.
يكتب عم جلال: «أصبحت مهمة المواطن صعبة، فعليه أن يحافظ على حياته من البلطجية وأن يحافظ على عقله من السياسيين».
فى طريق مصر – إسكندرية الصحراوى لم تنقطع الاتصالات لتسأل عن العزاء وأرقام أبناء جلال عامر لتعزيتهم.. يتصل عادل إمام بعمر طاهر، ويسأله عن العزاء الذى سيقام فى القاهرة، والذى سمع عنه، ويحزن لأن الأمر لن يتم، وأنه لن يستطيع حضور عزاء «رجل عظيم».
يكتب عم جلال: «نحن ديمقراطيون جداً.. تبدأ مناقشاتنا بتبادل الآراء فى السياسة والاقتصاد وتنتهى بتبادل الآراء فى الأم والأب».
نصل للإسكندرية، ونرى الزحام الذى يحيط بمسجد القائد إبراهيم وقد وقف محبو جلال عامر فى سلاسل بشرية تحيط بمكان العزاء، وهم يحملون لافتات تحمل مقولات فيلسوف البسطاء وأمير الساخرين جلال عامر. أهتز للمشهد وأتسمر فى مكانى، ويهرول عليهم عمر طاهر، وهو يصافحهم جميعاً ويعزيهم ويبادلونه العزاء، حيث شعر الجميع بأن والدهم مات.
يكتب عم جلال: «الملكية العامة فى بلادنا مثل الدنيا.. نظرياً «كلنا لها»، لكن عملياً «ما حدش واخد منها حاجة».
ندخل ونصافح الجميع. نجلس حزانى. يوجعنا أن كثيرين ممن ظننا أنهم سيأتون حبواً لتقديم واجب العزاء فى الرجل لم يأتوا أصلاً، واكتفوا بالظهور فى التليفزيونات والفضائيات ليتحدثوا عن ذكرياتهم معه، بينما أكد لى رامى أن معظمهم لم يجلس أصلاً مع والده يوماً أو يطيقه.
يكتب عم جلال: «فى بلادنا السياسة تحمى تجاوزات الأمن، والأمن يحمى تجاوزات السياسة، لنحصل على المواطن (الساندوتش) المحصور بين السياسة والأمن».
لا ينتهى عزاء عم جلال دون «خناقة» و«إفيه»..
أما «الخناقة»، فهى خناقة الناس الذين هتفوا «يسقط يسقط حكم العسكر» فى وجه ضباط وعمداء ولواءات من المنطقة الشمالية العسكرية جاءوا ليقدموا واجب العزاء فى الرجل، وأما «الإفيه» حين حضر د. عبدالمنعم أبوالفتوح، وكان المرشح الرئاسى الوحيد الذى حضر العزاء، فإذا بأحدهم يأتى إليه ويصافحه بحفاوة وهو يقول له: نورتنا والله يا أستاذ منير.. مش الأستاذ منير عامر برضه؟!، وكان يقصد الكاتب الصحفى الكبير: منير عامر.
يكتب عم جلال: «حقوق الإنسان: هو حق المواطن فى ألا يتم إهانته إلا تحت إشراف ضابط».
فيما بعد سيتاجر كثيرون بجلال عامر وأولهم هؤلاء الذين زوروا كتبه، غير مراعين أنها مصدر دخل أسرته من بعده، وأنهم يسرقون بذلك حقوق أبنائه الذين يحفظون سيرته، ويفخر الجميع بأنهم «خِلفة» جلال عامر العظيم.
يكتب عم جلال: «إوعى تشك فى مصر حتى لو سهرتْ برة البيت».
فى اليوم التالى لوفاته تصدر جريدة «التحرير» مانشيت رئيسياً عن وفاة الرجل، كان مكتوباً به: «رحل الساخر.. وبقيت المسخرة».
فى مصر يا عم جلال الثورة مزبهلة.. والمسخرة مستمرة.
يكتب عم جلال: «فى بلادنا الكراهية تجمع والحب يفرق، وانظر إلى الملايين الذين تجمعوا على كراهية مبارك، ثم تفرقوا أحزاباً أمام حب الوطن».
الله يرحمك يا عم جلال
الفاتحة..